اكتست السماء بغيماتٍ بنفسجية فتعطشت الأرض شوقاً لاحتضان زخات المطر، وارتسمت نصف الشمس بينهما بخجل لتحكي قبل الغروب حلماً بقبلةٍ تحت المطر ، فأخذت الأحلام تداعبني ، يموت حلم ليولد آخر . فتمنيت بصمت لو أنها قربي .. لو أننا كنا سوياً ننتظر هطول المطر .آه لو أنها تضم بشدةٍ كفي بعد أن تطبع على خطوط يدي قبلةً دافئة الأنفاس أو أنها تعانقني وتحكي لي كم هو رائع ذلك الإحساس ، وندخل حرم الهيام لتحرم الكلمات وتنتثر بخشوع ٍالقبلات . حينها يهطل المطر حاملاً معه ملايين المفاجئات ويبلل ثيابنا وأجسادنا كما قد بلل الحب أرواحنا فأحملها لختبئ تحت شجرة تعزف أغصانها أعذب النغمات وتدعي البرد لأغطيها بمعطفي ، وتدعي الخوف لتضمني بين أحضانها وأهمس بهدوء لقطرات المطر : اهطلي مدى العمر لأرتوي أنا من حنانها ويتوقف بي الزمن هناك تحت سماوات بنفسجية وأوراق شجر اغتسلت ببلورات مائية وشمس تشهد قبل رحيلها خلف الغيوم لقصة عشق أزلية تاركا لي المساحة لأكتب فيها قصيدة عشق أبدية :
شفتاك تمنحني قبلـة كالصـدى
وصداها صنم يموت على سدى
وأنا أحب بريشتي فتكون هـدى
وأحب في ذاك الجنون الأوحدا
لا تفزعي فجنون حبي مفتـدى
وعلى النجوم بأن تقدّم موعـدا
قمر سيحمل للعيون على حـدا
قطرات من شمسي وليلي غرّدا
قبلات من شفتين ثائرتين فـي
لحظات منها قد يثور الموقـدا
وعلى الخدود يكون لي أنا مقعدا
عند العشاء ينادي خـد المـدى
لا تجعلي شفتاك يحملن الـردا
فأنـا لسـت بانسـان ملحـدا
وأحطّم في داخلي هـمّ العـدا
وأكون بالحـب الرائـع جيّـدا
ما كنت في عشقي ذليلا يسجدا
إلا غرامك يا أميرة في النـدى
جعل الفؤاد يراقص سيل غـدا
ويراقص الكلمات أين تواجـدا
عصفت بي شفتاك دون تحفّـظ
ولقـد تـورّط قلبـي وتجمّـدا
لا تخجلي فمـن الشفـاه تولّـدا
حبي وقلبـي والشـوق تجـددا