ذات مساء منذ سنوات مضت ، سألتني وردة في أحضان طاولتي والذبول بدا يداعبها عن رحيلي عمن كانت لي أجمل أنثى في كوني أراها، وبدأت أحادثها ، حتى قالت لي:
لما أنت في عالم من الخيال تعيش وترسم وتستوطن وقد كان الواقع لما تراه في الخيال يزيفه لتكون أنت بهذا النسج قد تألمت ؟
فقلت: أنا لست راكضا نحو الخيال وأوهامه ، ولست جاهلا بما ينتظرني عند بوابة واقعي ، ولكنني أتخفى قليلا عن أنثى بين الواقع والخيال ، وهل ستسألينني كيف لأنثى بين البعدين تعيش !!؟ وكيف أني أجدها في الخيال تارة وفي الواقع تارة..؟ أخبريني أنتِ في أي جانب أعيش واستوطن..؟
ففاح عبيرها ممزوجا بدماء الذبول ، وهي تقول : تعجز أوراقي حل لغزها فقد اصفرت من مرضها ، وأنك لم تجعل رسوله نداء قلبك لها ولكن لما أنت عنها تتخفى بين الواقع والخيال؟
فقلت مبتسما: لأني أجن إن سمعت همساتها ، ويطرق باب قلبي نسيم أنفاسها ، ويهتز كياني أن قرأت رواياتها ، ففي كل يوم أصورها في خيالي وأنثر الورد أمامها لترأف بحالي ناسيا جاهلا أني بحبها أنادي …
فقالت : قد عرفت سرك وفهمت حبك ولم أكن أدري ، فهل لك أن تبعثني لها وتجعلني نداء قلبك الساهر بحبها ؟
فقلت : إني لها سأبعثك ، ولكن أسمعي ما سأقوله واعلميها أني أحبها وحبي أعجز الحب من حبها ، فغيرتها تزيد القلب حبا وجنونا ، فلتقبلني كلما أراها لتبرد نيران حنيني ، وتنزل من كبريائها لتلتقط حبي بودادها ، و هذا فقط هذا كل ما أريد فهل لها أن تفهم لغز كلماتي ؟