11
قصيدة: من وشوشات شجرة اللوز

الشاعرة التونسية سامية خلف الله بن منصور
صابة بدوار الاستفهام،
أتكئ عبثاً على حافة المعنى،
أي معنى؟
الدوار يأكل الزوايا
أبحث عن جملة أراوغ بها هذا السقوط،
لكنّ كل الكلمات
تقودني إلى جحيم ما لم يُقل.
العالم حولي،
كتلة مشوهة من الصمت والضجيج،
حتى بياض قلبي لم يعد بريئاً…
يسير الزمن بي مكبلاً بالليل،
ولا أحد يمسح آثار انكساري،
لأنني وحدي،
مسؤولة عن رفعي وسقوطي،
وحدي أحمل عبء الوجود.
يدي ليست هنا.
ربما تبعثرت في مكان آخر،
أو عُلقت على مشجب الغياب.
حتى إبريق الشاي،
ذلك الحليف القديم، صار بارداً،
والطاولة طويلة،
طول الشوارع الممتدة بين الفرح والحزن.
عبثاً أتكئ على وحدتي،
لكن بين أصابعي
قصائد النور تعبر كغريبٍ عابر،
تضيء عزلتي بوهجٍ هش،
بحجم سرب من النجوم
يطوق قمراً ينعكس على فراغه.
يحط على يدي كوشم
رأيت موتي
حين لفظني آخر عاشق
كجملة مفقودة في أغنية حزينة.
لكن، في وجه الفناء،
خبأت ظلي في كلماتي،
وقسمته على طرق لن نلتقي فيها،
على مقعدٍ مهجور
ينتظر أرواحاً تأخرت كثيراً.
ولكن…
كيف نتأخر عن شيء لم نختره منذ البداية؟
—
هل حدث شيء كل الوقت
وكان انتباهي يلاحق فراشة
في الجانب الاخر من وشوشات شجرة اللوز!