12
كيف يغير سوء معاملة الأطفال الحمض النووي للحيوانات المنوية ونمو دماغ الأطفال في المستقبل
وكالة المغرب الكبير للأنباء
اكتشف مجموعة من الباحثين من جامعة توركو (فنلندا) وجامعة كوبنهاجن (الدنمارك) أن إساءة معاملة الأطفال يمكن أن تؤثر على الجينوم الخاص بالحيوانات المنوية، مما يؤثر سلبًا على نمو دماغ الجيل القادم.
وجدت دراسة FinnBrain مستويات أقل من مثيلة الحمض النووي للحيوانات المنوية في ثلاث مناطق من الحمض النووي ومستويات متغيرة للعديد من جزيئات الحمض النووي الريبي الصغيرة غير المشفرة لدى الرجال الذين يعانون من مستويات عالية من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة، والتي تم مقارنتها بالرجال الذين لديهم تجارب قليلة في سوء المعاملة، كما حدث معهم. تم التعبير عنها سابقًا في الاستبيانات.
يشير هذا الميراث اللاجيني إلى نقل المعلومات حول الظروف المكتسبة إلى الجيل التالي دون تشفيرها في تسلسل الحمض النووي، وبالتالي فإن التغييرات التي تسببها البيئة يمكن أن تنتقل من جيل إلى جيل عبر الأمشاج.
في حين أن جميع الخلايا في الجسم لديها نفس الجينات والحمض النووي، إلا أنها تتمتع بملامح جينية متميزة، والتي تحدد مظهرها ووظيفتها المختلفة، لذا فإن التنظيم اللاجيني يسمح بالاختلافات في خلايا الدماغ والعضلات والجلد عن طريق إسكات وتنشيط الجينات، التي لها خاص في الأجيال اللاحقة.
في السابق، وجد علماء الدراسة بالفعل ارتباطًا بين التعرض للإجهاد الأبوي في مرحلة الطفولة المبكرة ونمو دماغ الطفل، كما ارتبط سوء معاملة الأطفال بعدة خصائص جينية للحيوانات المنوية قد تتوسط التأثيرات على نمو دماغ النسل، بما في ذلك مستويات التعبير لجزيء الحمض النووي الريبي غير المشفر “hsa-miR-34c-5p” وميثيل جينات “CRTC1″ و”GBX2”.
وقال الباحث الأول: “بعد ذلك، نريد دراسة إساءة معاملة الأطفال، وجينوم الحيوانات المنوية وخصائص النسل معًا. إن إظهار الميراث اللاجيني لدى البشر من شأنه أن يعيد كتابة قواعد الميراث، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث”. مقال، جيترو تولاري.
من جانبها، ذكرت الباحثة الرئيسية في الدراسة، نورا كوتاجا، أن هذه هي الدراسة “الأكبر” و”الأكثر اكتمالا” التي تم إجراؤها حتى الآن حول الوراثة اللاجينية من خلال اللاجينوم المنوي لدى البشر.
وأوضح البروفيسور الفخري هاس أن “مجموعة FinnBrain وغيرها من البيانات المتعددة الأجيال من مركز البحوث السكانية ستمكن من إجراء دراسات أخرى مماثلة عالية الجودة حول الميراث اللاجيني البشري. ومع ذلك، لم يتم إثبات قابلية وراثة هذه النتائج بعد، لذا هناك حاجة إلى مزيد من البحث”. كارلسون، الذي بدأ الدراسة المذكورة أعلاه.
تم إطلاق FinnBrain في عام 2010، وهي دراسة جماعية للمواليد في جامعة توركو تشمل أكثر من 4000 عائلة تهدف إلى استكشاف العوامل البيئية والوراثية التي تؤثر على نمو الطفل. تعد دراسة آباء المجموعة أيضًا جزءًا أساسيًا من بحث المشروع، وتركز هذه الدراسة الفرعية على صحة الأب في المجموعة.