قصيدة: يا تلك الصبيّة
يا تلك الصّبيّة
ذات العيونِ العسليّة الحالمة
وذاك الصفاء
من تنتظرين؟
بِمَ تحلمين؟
ماذا زرعتِ في تربة رأسك
لينبت زهرًا ورياحين
وياسمين؟
يا تلك الأزاهير الّتي نمت
في رأس الصّبيّة
هل تذكرين كم شربتِ عطرَ الأحلام
النديّة؟
كم أشرقَتْ على بتلاتِكِ النّقيّة
أنوارُ الميناءِ البعيد؟
كم بريْتِ من أغصانِكِ أقلامًا
للحريّة؟
يا تلكَ الصّبيّة
الّتي كنتُكِ يومًا
برأسيَ المثقلِ بالأحلام
المزهرِ بالورود
بالغدِ الموعود
بذراعٍ تدفئُكِ ملءَ الوجود
في يدِكِ ريشة
وفي القلبِ مداد
وتوقٌ جارف لليلةِ الميلاد
وانتظارٌ مسكرٌ لوجهٍ يُطلّ
ويَملأ الدّنيا عبيرًا وفلّ
تُراكِ تَذكرين؟
كمْ مرَّ الزّمان
يا تلكَ الصّبيّة
وتلكَ الأحلام لمْ تبرحْ تغنّي
تدورُ في الثّواني
فراشةً جميلة
أدمنَتِ الزُّهور
والعيشَ في القصور
يا تلكَ الصّبيّة هلْ كانَ عليَّ
انْ أكونَ أنتِ؟
أُسرُّ إليكِ يا تلكَ الصّبيّة
بلغْتُ أحلامي عندَ العشيّة
كنزي في يديَّ هديّة انتظاري
يا أغلى هديّة!
يا مسك العشيّة!